دموعها تكفي لتشرح قصة مأساة نزوحها ووصولها إلى مخيم وادي خالد اللبناني , وقفت الأم تبكي لتروي قصتها . قالت أنا من قرية الحصن الحمصية القريبة من القلعة , عندي ثلاثة أطفال , بدأ النظام الهمجي القصف على القرية بدون رحمة وبدأ الناس ينزحون وأنا وحيدة في منزلي وقد طال القصف الهمجي منزلي , حاولت أن أصل لطفلي اللذين أصيبا وقد كانا موجودين بالطابق العلوي لكن لم أستطع الوصول إليهم وقد أخرجوني من المنزل أنا وطفلي الرضيع وأذناي تسمع أولادي يصرخون ” يا أمي انجدينا يا أمي ” , لا أعرف الآن ما هو مصير أولادي , لا أعلم هل ما زالوا على قيد الحياة أم أنهم أصبحوا عصافير في الجنة , قلبي يشتعل ولا أستطيع أن أفعل شيئاً لنجدتهم , وها أنا وصلت إلى المخيم وأولادي ليسو معي.
تصمت الأم وتبقى دموعها تحكي مأساتها ولا شيء يستطيع أن يطفأ نار قلبها سوا أن ترى وجوه أطفالها اللذين بقوا تحت نيران الأسد