الاحتياج.. لا الفيتو حوار صحفي مع السيد سونير طالب منسق المناصرة والعلاقات العامة في المنتدى السوري

0 799

إعداد: شمس عساف
حوار: خديجة مصطفى

لطالما قامت روسيا بعرقلة قرارات الأمم المتحدة بخصوص المعابر الإنسانية وتستخدم هذه المسألة كورقة لتعزيز سلطة نظام الأسد وإنعاش اقتصاده، مع عرقلتها مساعي من قبل الأمم المتحدة بالحفاظ على المعابر الإنسانية، والتي لم يتبق منها سوى معبر باب الهوى أو شريان الحياة كما سميتموه في حملتكم الحالية

بداية أستاذ سونير لو تعرفنا بنفسك وتحدثنا عن حملة (الاحتياج لا الفيتو).

شكراً لكم على الاستضافة الكريمة، أنا سونير طالب منسق المناصرة والعلاقات العامة في المنتدى السوري،
الحملة الإعلامية التي أطلقها المنتدى السوري بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني السورية وتحديداً التحالف الإغاثي الامريكي من اجل سوريا ARCS  والذي يعتبر المنتدى السوري جزء اساسي منه، بالتعاون مع الخوذ البيضاء وتحالف المنظمات غير الحكومية السورية SNA تحت عنوان: الاحتياج لا الفيتو، وهي حملة مناصرة وإعلام من خلال مجموعة من الاجتماعات الهامة التي عُقدت في نيويورك وواشنطن ومستمرة لعدد من العواصم الأوروبية خلال الفترة القريبة القادمة، بالإضافة إلى إشهار دراسة قانونية تفصيلية مؤلفة من 70 صفحة باللغتين العربية والانكليزية، تتحدث عن قانونية إدخال المساعدات الإنسانية لسوريا عبر الأمم المتحدة خارج إطار مجلس الأمن الدولي لدعم حياة أكثر من 4.5 مليون شخص محتاج داخل الاراضي السورية، نحن في المنتدى السوري وشركائنا في العمل الإنساني نعتقد من خلال الدراسة القانونية والتي تعتبر الأولى من نوعها على الصعيد الوطني السوري والتي تم إعدادها منذ أكثر من عام عبر مؤسسة جورنيكا 37 بتفويض من مؤسسة ARCS  عبر مجموعة من الخبراء القانونين السوريين المتمكنين في القانون الدولي الإنساني، والتحليل القانوني الذي يجمع الأسس القانونية المُعتمدة في القانون الدولي لمواصلة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا بتنسيق من الأمم المتحدة.

1-منذ بداية الثورة تشكل المنتدى السوري، ليعكس رؤية ووعي وثقافة الشعب السوري، حبذا لو تحدثنا عن المنتدى بشكل أكبر؟

 تأسس المنتدى السوري منذ ما يقارب 10 أعوام، نحن أولاً وقبل كل شيء مؤسسة سورية غير ربحية بدأنا العمل في ظروف قاسية للغاية من العمل الإنساني والإغاثي، واستطعنا أن نقدم خدمات إنسانية خلال ما يقارب 10 أعوام من العمل الميداني والخدمي والإداري والفكري بقيمة 280 مليون دولار أي أكثر من ربع مليار دولار.

نسعى دوماً لخدمة القضية السورية وتمكين المجتمع السوري وبناء قدرات الأفراد ودعمهم في مجالات الحياة كافة، وعلى كافة المستويات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، وهدفنا كمشروع تمكين بناء مجتمع قائم على القدرات الذاتية وذلك من خلال برامجنا الخمسة التي قمنا بتأسيسها وبذلنا جهداً كبيراً للعمل على إنجاحها وما زلنا مستمرين بذلك، كما أنه لدينا فريق عمل وعائلة تضم ما يقارب 1600 عضوا فريق، وعدد من المكاتب الموزّعة بين سوريا، تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، النمسا، وقطر.

2– رأينا مشاريع عديدة وسمعنا عن الكثير من الإنجازات للمنتدى، نتمنى لو تخبرنا عن إنجازات المنتدى في الفترة الماضية وماهي مشاريعكم وطموحاتكم للمستقبل؟

المنتدى السوري ينفذ العديد من المشاريع والبرامج عبر المؤسسات التنفيذية التابعة له، فعلى سبيل المثال مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية التي تعمل على تقديم الخدمات الإنسانية للسوريين والسعي للتخفيف من معاناتهم، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال عدة مشاريع تنفذ ضمن قطاعات الأمن الغذائي، المياه، والتعليم، بالإضافة إلى مشاريع دعم البنية التحتية، مثل إعادة تأهيل محطات المياه في عدد من المدن وإعادة ترميم وبناء المدارس، حيث تم ترميم وإعادة تأهيل أكثر من 140 مدرسة في الشمال السوري، أيضاً لمؤسسة إحسان دور هام ورائد في مجال إدخال المساعدات الإنسانية بالتعاون مع المنظمات الدولية.

أيضاً مركز عمران للدراسات الاستراتيجية وهو إحدى مؤسسات المنتدى القائم على البناء العلمي والمعرفي لسورية والمنطقة دولة ومجتمع، إذ يعمل المركز على إصدار العديد من المخرجات من أوراق بحثية، مؤتمرات ومشاركات إعلامية، وإصدار خرائط، وقد حاز مركز عمران خلال سنوات عمله على ثقة وتعاون كبير مع عدد من المنظمات البحثية الدولية وهو رائد في مجال تدريب وإعداد الباحثين السياسيين السوريين.

برنامج التمكين الاقتصادي (رزق) ومشاريعه القائمة على التأهيل المهني، الاستشارات القانونية، إيجاد فرص عمل، خلق فرص عمل، ودعم رواد الأعمال، وأخيراً التنمية والإبداع (مركز البوصلة) ومشاريعه القائمة على بناء وتطوير القدرات، تمكين المرأة والشباب، تعزيز التماسك المجتمعي وبناء السلام، والتنمية المدنية وتعزيز المشاركة المجتمعية.

3– سمعنا عن حملة (الاحتياج.. لا الفيتو) التي أطلقت منذ عدة أيام لو تخبرنا عن أسبابها وماهي آليات عمل هذه الحملة برؤية المنتدى السوري؟

كما أسلفت، هناك جهد كبير يبذل على جميع الأصعدة الدبلوماسية والإعلامية في حملة الاحتياج لا الفيتو ، من خلال اجتماعات متواصلة مع الدبلوماسيين وممثلي الدول في عدد من العواصم صاحبة القرار والمؤثرة في مجلس الأمن بالإضافة إلى الأنشطة الإعلامية ومقالات الرأي والفيديوهات التي تشرح حجم معاناة السوريين، سبب إطلاق الحملة واضح  وهو نصرة الشعب السوري بشكل أساسي والوقوف إلى جانبهم في ظل الابتزاز الروسي على طاولة مجلس الأمن في مجال إدخال المساعدات الإنسانية، أردنا وبكل وضوح إيصال رسالة للمجتمع الدولي من خلال دراسة قانونية تستند للقانون الدولي تؤكد قانونية إدخال المساعدات الإنسانية لسوريا عبر الأمم المتحدة دون الحاجة لقرار  من مجلس الأمن وأن عملية الابتزاز المستمرة والتهديد الروسي كل ستة أشهر بإيقاف إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى والذي يعتبر شريان الحياة للسوريين في شمال غرب سوريا بشكل أساسي، تخضع لأسباب سياسية وصراعات بين الدول بشتى المجالات، لا علاقة للقانون الدولي بها، وعليهم تحييد المدنيين عن هذه الصراعات حتى لا نواجه في المستقبل كارثة إنسانية محتملة.

4-طبعا لحملة كبيرة كهذه يجب أن تكون هناك أهداف كبيرة ونتائج إيجابية أكبر هل لك أن تحدثنا عنها؟

هدفنا الأساسي هو استمرار إدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري بشكل مستمر ودون توقف عبر وكالات الأمم المتحدة لجميع المستفيدين من هذه المساعدات دون تمييز وبعيداً عن صراعات الدول والابتزاز الروسي، هذا هو لسان حال معظم السوريين وهذا ما نسعى له من خلال اللقاءات على الصعيد الدبلوماسي والضغط الإعلامي.

5-هل هناك آليات أخرى لإدخال المساعدات الإنسانية في حال فشلت الحملة أو استخدمت روسيا الفيتو أمام قرار فتح معبر باب الهوى؟

نحن لا نتمنى أن نصل إلى هذا الحد بكل تأكيد، أملنا الأساسي هو الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة تحديداً، بالتأكيد هناك حديث جدّي من قبل بعض الدول عن آليات بديلة في حال تصادمت الدول مع فيتو روسي جديد، ولكننا نطرح دوماً مجموعة من المخاوف الحقيقة لأي آلية مساعدات إنسانية جديدة قد لا تكون بكفاءة عمل وكالات الأمم المتحدة خصوصاً بما يتعلق بالمساعدات الطبية والأدوية واللقاحات وغيرها من المساعدات الإنسانية التي نحتاج كسوريين لدور وكالات وبرامج الأمم المتحدة لها بشكل رئيسي.

6- ما هو دور المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض في دعم هذه الحملة؟

لمنظمات المجتمع المدني السورية وتحديداً شركائنا في الحملة دور أساسي فهو جهد جماعي يساهم به الجميع بشكل مستمر، ولا شك أن منظمات المجتمع المدني السورية سعت للقيام بواجباتها بشكل كبير في ظروف قاسية للغاية خلال سنوات طويلة من الثورة السورية، إدخال المساعدات الإنسانية ودعم النقاط الطبية والمشافي ودعم برامج التعليم والعمل على مشاريع البنية التحتية في بعض المناطق، بالإضافة إلى مشاريع التمكين المجتمعي ودعم الأطفال والمرأة وإعادة التأهيل النفسي، بالإضافة إلى الدفاع المدني، كل هذه المشاريع التي تم تنفيذها في الداخل السوري أشرفت عليها منظمات المجتمع المدني السورية، العمل الإغاثي والإنساني في الشمال السوري يحتاج إلى جهد منظّم تدعمه حكومات ودول لأن الحاجة كبيرة للغاية، ولكننا مازلنا نعمل في ظل هذه الظروف لأننا مؤمنون بضرورة الاستمرار في دعم أهلنا بالداخل السوري مهما كانت الظروف والاستحقاقات الدولية القادمة.

7-في حال نجاح هذه الحملة ماهي أهم المشاريع التي ستقدمونها، لمحاربة ارتفاع البطالة والفقر في المحرر؟

تمكين المجتمع وإعادة تأهيله وتدريب الكوادر وبناء المؤسسات بشكل يستحقه الشعب السوري هو مشروعنا الحالي والمستقبلي في المنتدى السوري، ونحن نؤمن أن طريقنا طويلة ولكنها ليست مستحيلة لأن الشعب السوري قادر على ذلك.

أفضل وأروع أشكال الاستثمار هو الاستثمار ببناء قدرات الإنسان وتطويره، وإن كان الهدف الأساسي هو الاستثمار بالإنسان لبناء سوريا سيكون لعملنا معنى أسمى وأروع

 إن مشاريع المنتدى السوري ككل هي مشاريع (تمكين المجتمع وبناء المستقبل) وهذا هو مشروعنا وهدفنا الأساسي، نحن لسنا مشروع سياسي أو مشروع له أهداف من هذا القبيل، ومنذ أن بدأنا العمل قبل 10 سنوات وضعنا ضمن استراتيجيتنا كمشروع وطني سوري العمل على إيجاد الكوادر الخلاقة والقوية لدى الشعب السوري لتوظيفها بما يخدم المصلحة العامة في الظروف الحالية ضمن مجموعة من الاختصاصات للعمل في المستقبل القريب والبعيد في بناء سوريا المستقبل. 

أخيراً لا يسعني إلا أن أشكر استجابتكم لنا أستاذ سونير ومنحنا مساحة من وقتكم لإجراء هذا الحوار وأتمنى كل التوفيق لكم لجهودكم الحثيثة في دعم الشعب السوري.

الرحمة لشهدائنا والحرية لمعتقلينا والنصر لثورتنا المباركة

قد يعجبك ايضا