فلسطين الصغرى.. وثائقي من داخل حصار مخيم اليرموك الدمشقي يحصد جوائز عدة

634

حوار صحفي
إعداد: عبد السلام الدمشقي| شبكة مراسلي ريف دمشق

حصل الفيلم الوثائقي “فلسطين الصغرى” على جائزة التانيت الذهبي للأفلام الوثائقية في مهرجان أيام قرطاج السينمائية بدورته ال32، الذي كان من 30 تشرين الأول إلى 6 تشرين الثاني في تونس.
كما حصل على جائزة TV5 موند لأفضل عمل أول من بين 13 فيلماً مرشحاً، حيث يذكر أن مدة الفيلم مايقارب 90 دقيقة تتحدث عن مجريات أحداث مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في مدينة دمشق منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى تاريخ التهجير القسري عام 2018.
وثق الفيلم أحداثاً عديدة كان منها الدمعة والبسمة، الفرح والأهازيج الفلسطينية التي تنقل بدورها التراث الذي ورثه الأبناء عن الأجداد.

وفي حوار صحفي خاص لشبكة مراسلي ريف دمشق دار مع الأستاذ “عبدالله الخطيب” مخرج فيلم فلسطين الصغرى، أجاب عن عدة أسئلة، بعد أن عرّفَنا عن نفسه فقال: “أنا شاب فلسطيني سوري من مواليد 1989 مخيم اليرموك، طالب علم اجتماع سابق في جامعة دمشق التي اضطررت على تركها بسبب أحداث مخيم اليرموك والحصار المطبق من قبل نظام الأسد”.

أما عن فكرة الفيلم ومن أين جاءت في ذهنه؟
صرح أنه “حقيقة ببداية الأمر لم يكن الهدف من التصوير صناعة فيلم بل كان توثيق، ولأنني ناشط أعمل عملاً حر “فري لانسر” كنت احتفظ في أرشيفي الخاص بالكثير من المواد المصورة التي أخذت حقها بالتصوير من الجهد والوقت والدقة.
لكن عند التهجير القسري الذي فرض علينا عام 2018 ومغادرتنا مخيم اليرموك الذي تمكث فيه ذكرياتنا، بدأت تلك الذكريات بالمرور في مخيلتي حتى جاءت فكرة ترجمة الذكريات صوت وصورة لتنقل بعض الكواليس التي لم يتحدث عنها أحد الى أكبر فئة، فبدأت بكتابة أفكار مختلفة عن باقي الأفلام الوثائقية لعدم تكرير تجربة الآخرين وتكون النتيجة فريدة من نوعها”.

وفي سؤالنا له، هل مدة الفيلم كافية لتوصل للعالم ماعاشه المدنيون في مخيم اليرموك؟
أجاب بأن الأفلام الوثائقية ليس من مهمتها أن تروي الحكاية كاملة لكنها تحكي حكاية واحدة،  ومن خلالها يتم التفتيش عن باقي الحكايا، وبأن فيلم فلسطين الصغرى سلط الضوء بنسبة جيدة ونقل قصة حصار المخيم بلحظاته المرة والحلوة ومقاومة الجوع والقصف، والحمد لله نجح بتوصيل الرسالة لوصوله إلى مستوى عالٍ.

بينما أجاب عبدالله بسؤالنا عن الداعم الحقيقي الذي كان خلف الكواليس:
“الفيلم عبارة عن انجاز جماعي، ساهم بصنعه ودعمي شباب عديدة من المصورين الذين ساعدوني بتسليم مواد أرشيفية لإضافتها إلى المنتج والمونتير والفويس أوفر”.

وعن سبب تسمية الفيلم بفلسطين الصغرى أجاب: “مخيم اليرموك مكان مصغر عن فلسطين، فشوارع وأقبية مخيم اليرموك ومدارسه تحمل أسماء مدنٍ فلسطينية وأن التركيبة السكانية للمخيم ذات التركيبة السكانية في فلسطين لكن بمساحات أصغر، وأيضاً لربط القضيتين الفلسطينية والسورية معاً، كما أن إحساس سكان المخيم بأنه الوطن الثاني بعد فلسطين وهذا استنساخ لكلام كبار السن”.

وحين تطرقنا للذكريات وسؤالنا عن المشهد العالق في ذاكرة عبدالله من ذكريات المخيم؟
أجاب “يوم دخول داعش إلى المخيم وهروبي وإحساسي بأن بيني وبين الموت فارق لحظة فالمنفذ الوحيد كانت يلدا والتي أغلق الطريق لها بدخولهم والمنفذ التاني طريق النظام الذي كان به الموت والاعتقال مؤكداً،
إحساس بأن الموت محاط بي من كل الجهات ويترجم على شكل كوابيس”.

وحين شاهدنا بأن والدة عبدالله جزء من الفيلم كان السؤال عن سبب تحول والدة عبدالله الى ممرضة تجول شوارع مخيم اليرموك؟
أجابنا “بأنني فخور بها على الصعيد الشخصي وأقدر إمكانيات المرأة بعمل شيء عظيم لكن طبيعة المجتمع الذكوري حرم المرأة من المشاركة في مختلف جوانب المجتمع وهي استعادت دورها الطبيعي بمساعدة العالم وبأنها ركّزت على الأشخاص مواليد فلسطين الذين عاشو النكبة الفلسطينية وعاشوا بمخيم اليرموك ورفضوا الخروج منه في ظل قصف قوات النظام له فهي كانت “حارسة الذاكرة” وفخور جداً بها”.

وفي ختام حوارنا كان السؤال عن أعمال عبدالله القادمة ليخبرنا أنه “يتم رسم الخطوط الأولى لفيلم جديد يدور حول فلك الحرب ومابعدها وعن شخصية فلسطينية سورية والتركيز بالفيلم القادم على قضية الأطفال”.

وفي نهاية الحوار أكد “عبد الله” في حديثه عن أهمية الأفلام الوثائقية كونها تطرح مواضيع واقعية لا علاقة لها بالخيال، وأن لها صلة قريبة مع المتلقي لكونها قد تكون جزءا من حياته اليومية من خلال مشاهدته لها بشكل مباشر أو عبر الشاشات، ففي فيلم فلسطين الصغرى تعتبر أهميته لربط القضية الفلسطينية بالثورة السورية وخسارات الشعب الفلسطيني الذي عانى من نظام الأسد ومليشياته في سوريا كما الخسارات التي تقدر بالآلاف بين معتقل وشهيد ومفقود.

قد يعجبك ايضا