عفو رئاسيٌ مُضلل، وخيبات أمل لدى أهالي المعتقلين!

2٬614

خديجة مصطفى – أمين الشامي | شبكة مراسلي ريف دمشق

أماطت صحيفة الغارديان البريطانية اللثام عن مجزرة حي التضامن، التي ارتكبها جزّارو الأسد بدم بارد في حق 41 مدنياً بعد اختطافهم من الطرقات والحواجز العسكرية وهم يؤدون أعمالهم اليومية عام 2013، هذا العدد هو الظاهر في فيديو واحد أما العدد الحقيقي كما ذكرته الصحيفة كان 288 مدنيا.
ولأن نظام الأسد المجرم لا يملك مثقال ذرة من كرامة للدفاع عن نفسه أمام الغرب، أوجد مسرحية العفو الرئاسي عن الجرائم الإرهابية كما سماها، فأصدر العفو بعد ظهور مجزرة حي التضامن بأيام قلائل!
العفو الرئاسي ظاهره عفو وحقيقته تمثيلية خدّاعة لتلميع صورة نظام الإجرام والتستر على ما قام به قبل وخلال سنوات الثورة السورية المباركة.
رأى مراقبون أن العفو أنعش آمال آلاف العائلات السورية التي تنتظر عودة فقيدِيها بعد غياب سنوات وسنوات، إلا أن آمال الكثيرين خابت ولم تحز فرحة اللقاء، فمن تم الإفراج عنهم لا تتعدى أعدادهم واحدا من ألف من عدد المعتقلين والمفقودين.
ففي إحصائية لمجلس “المعتقلين والمعتقلات السوريين Council of Syrian Detainees”
تبيّن أن عدد المفرج عنهم يتراوح بين 500 إلى 600 معتقل من أصل عشرات الآلاف القابعين في السجون،
وحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن المعتقلين تعسفيا والمختفين قسريا عددهم 130758 شخصا من آذار 2011 حتى آب 2020.

نظام الأسد، كعادته، لا يزال يعمل على إذلال المواطنين المفجوعين بأبنائهم رغم محاولته تلميع صورته، إذ تتواجد مئات العائلات وآلاف الأشخاص عند جسر الرئيس في العاصمة السورية دمشق يقومون بالتسجيل عند مكتب وضعته قوات النظام فيه ضابط وعنصران يقومون بتسجيل من يرغب بوضع اسم ابنه، كما ينتظر الأهالي في الشوارع، بوضع مزر، قدوم حافلات المفرج عنهم ضمن مرسوم العفو من صيدنايا، للتأكد من تواجد أبنائهم ضمن الحافلات والتأكد من شخصيتهم، ولا سيّما في ظل وجود العديد من المفرج عنهم فاقدين للذاكرة لا يعرفون عوائلهم أو من يكونون، وآخرين مصابين بأمراض مزمنة وبعضهم بوضع صحي لا يحسد عليه.

وبحسب أحد المصادر الخاصة، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أنه كان من بين القادمين عند الجسر للتسجيل لأخيه المفقود منذ عام 2014 لكن لم يتمكن من التسجيل وانتظر من الصباح حتى المساء ولم تأت سوى حافلة واحدة إلى الجسر وتم تحويلها بمن فيها للشرطة العسكرية قبل الإفراج عنهم لأسباب مجهولة، مؤكداً أن ما يجري هو إذلال واحتقار وتصغير للأهالي ولعب بأعصابهم خاصة أن عشرات العائلات افترشت تحت الجسر على بريق أمل..
وتابع المصدر: هناك سماسرة تحت الجسر مهمتهم النصب والاحتيال على الأهالي واللعب بعقولهم، وبالتعامل مع ضباط للنظام يؤملون الأهالي بالبحث عن أسماء أبنائهم ضمن سجلات المفرج عنهم أو التأكد من وجودهم أحياء وما شابه ذلك؛ مقابل مبالغ مالية، وبعض الأهالي يقبلون مرغمين في محاولة للوصول إلى أبنائهم المفقودين منذ أعوام.

بعد هذا الحشد الكبير من الأهالي المنتظرين الذين تراوحت أعدادهم بين 10 آلاف و12 ألف مواطن عند جسر الرئيس، اتخذ نظام الإجرام منحى آخر، فبدأ يقوم بإيصال الأشخاص المفرج عنهم إلى محافظاتهم وإيصالهم إلى مكان محدد
والجدير بالذكر أن المفرج عنهم من المتخلفين عن الخدمة العسكرية أو المنشقين لديهم مهلة 24 ساعة للالتحاق بقطعاتهم العسكرية.
وأكد لنا مصدر خاص “وهو محام مطلع “
أن الغالبية العظمى من المفرج عنهم من صيدنايا لديهم جرائم عسكرية كالمخالفات أو الهروب من قطعة عسكرية او تجارة سلاح، لا تمتّ للمعتقلين سياسيا ومعتقلي الرأي بصلة
ونسبة المدنيين والمعارضين المفرج عنهم قليلة جدا.”
وفي تصريح للسيد مروان العش أمين سر لجنة المعتقلين قال: هناك 14 ألف معتقل تم إعدامهم ميدانيا حتى نهاية 2020
أما المقتولون تحت التعذيب والأمراض فأعدادهم تصل لعشرات الآلاف
وهناك 13 ألف معتقل قابعون في ما يسمى السجن الأبيض وحوالي 4 آلاف معتقل في السجن الأحمر
هؤلاء من معتقلي الرأي والسياسيين المعارضين والباقي تمت تصفيته.

نظام قتل شعبه بكافة الطرق والوسائل وهجّر من بقي منه على قيد الحياة، كيف نأمل أن تتواجد لديه الإنسانية ليفرج عن المعتقلين ظلما؟!!
هذا وفي تصريح لمعتقل ناج كان شاهدا على حادثة إحراق جثث حدثت في صيدنايا أكد أن الميليشات الإيرانية زودت قوات نظام الأسد بثلاث محارق جثث كي لا يكشف أمره.
وفي ذات السياق نجد أن شهادة المعتقل الناجي تطابقت مع ما ذكره وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية 15 /أيار/2017في أن النظام السوري قام باستخدام “محرقة للجثث” قرب سجن صيدنايا، وذلك لإخفاء عمليات القتل الجماعي التي يرتكبها.
ما فعله نظام الأسد المجرم لتلميع صورته جعل السحر ينقلب على الساحر ليرى العالم أجمع فظاعة ما يحدث لمن يدخل مسلخ صيدنايا البشري وما حدث للشعب السوري كافة على يديه

قد يعجبك ايضا