إصرار

0 698

بقلم: خديجة مصطفى

ستخضر الدروب إذا رضينا
وينبت في يباب العمر زهرا
ونحيا بعد كربتنا ربيعا
كأن لم نذق بالأمس مرُّا
همس بهما قيس لمنى وهو يتوجه بها نحو الأريكة بعد عودتهما من المشفى، أخر مرة خرجت من البيت باتجاه المدرسة ،تذكُر أنها رأت وهجا ولم تستفق بعدها الا على سرير المشفى؛ فاقدة قدميها منى ذات العشرين ربيعا التواقة لأن تصبح معلمة ؛الحالمة بزرع كل ماهو جميل في قلوب الأطفال باتت عاجزة عن الحركة ،تدحرجت دمعة حارقة على خدها ؛مسحها زوجها قيس بظاهر كفه معاهدا اياها على مواصلة رحلتها، بات رفيقها صباح مساء ،يدفع كرسيها المتحرك ويحدثها عن مستقبل مشرق يبعث الأمل والقوة في نفسها ،تدور الأيام مع عجلات الكرسي المتحرك حاملة نتيجة مشعّة لمنى وقيس فقد تخرجت بدرجة ممتازة ،ابتسمت الدنيا لها صبيحة يومها الأول كمدرّسة استأذنت مديرة المدرسة لتوجه كلمة للطالبات في الاجتماع الصباحي .
سرت همهمة بين الطالبات حين رأينها قالت :صباح الخير ياصديقاتي الصغيرات؛ أحببت أن أوجه لكنّ كلمات تحفظنها عني ،في يوم من الأيام كنت مثلكنّ شعلة متقدة من الحيوية والنشاط والحركة ،قُدِّرَ لي أن أصير مقعدة لكن الله وهبني إرادة تمسكت بها لتحقيق حلمي لأصل إلى هنا ،واليوم أنا ألقي على عاتقكنَّ مهمة مساعدتي لإكمال مسيرتي بأن لا أرى أيّا منكن محبطة ومكسورة أمام صروف الأيام ،لأمشي بأقدامكن نحو مستقبل عظيم مشرق .
دوّت باحة المدرسة بتصفيق يشق عنان السماء مغطيا على دوي الطائرات الملعونة حاملا معه أمنيات بغدٍ أفضل للجميع

قد يعجبك ايضا