بين متعاطف وشامت، ما قصة طبيب مشفى حلب؟

488

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق

تكثر القصص المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي حول معاناة مناطق سيطرة ميليشيات الأسد والتي يكثر فيها عنصر “الكوميديا السوداء” لأسباب عديدة، لعل أبرزها إخفاء حالة الغضب والتذمر التي يمكن أن تُكلف أصحابها أشهراً في الاعتقال وربما حياتهم، وقد لاقة قصة الأستاذ الجامعي والطبيب العامل في مشفى حلب ردود أفعال منتباينة وانتشاراً واسعاً.

وقد نشر الطبيب “علي سريو” على صفحته الشخصية في “فيس بوك” عن معانته وزوجته في تأمين لوازم حياتهم الأساسية من وقود وخبز، وجاء في منشوره الغاضب إنه قد خدم في وزارتي الصحة والتعليم لمدة 40 سنة، ويبلغ إجمالي ما يتقاضاه مع التعويضات المختلفة ١٥٠ ألف ليرة سورية، وعلى الرغم من أنه أعلى راتب في مؤسسات القطاع العام إلا أنه ينفقه على تأمين المحروقات من السوق السوداء في سبيل الاستمرار في عمله مع زوجته.

وتابع غاضباً: ” عجب بيقبلوا هالمسؤولين إنو زوجاتهم تطلع من البيت مع الفجر وتصف بالدور مع العديد من المواطنات مشان تعبي حصتها المتواضعة من البنزين .. وأمام ناظرهن الكثيرون ممن يتجاوزون الجميع ويحصلون على البنزين بعد دفع المعلوم؟ “، في إشارة منه إلى الفساد والمحسوبيات حتى في الأزمات الخانقة، وذكر أن زوجته تعرضت لإهانة من عنصر أمني بعد توقف سيارتها على طابور للمحروقات وعدم قدرتهاعلى تحريكها ما دفع عنصر الأمن المسؤول عن تنظيم الدور إلى زجرها وإهانتها بشدة.

وختم “سريو” منشوره بتعرضه هو الآخر لإهانة مسته وعائلته من عنصر أمن لذات السبب، مع توجيهه رسالة مباشرة للأسد على النظر في قضيته وقضايا الناس الذين أثقلت الأزمة كاهلهم، وقد تباينت ردود الأفعال على منشوره حيث أبدى العديد من المعلقين شماتة مباشرة لما يحصل في مناطق ميليشيات الأسد والتي أبدى العديد من قاطنيها موافقتهم أو صمتهم على حصار الغوطة الشرقية وجنوب دمشق في السنوات الماضية إذ أكدو أن الأزمة الحاصلة هي نتاج صمتهم على جرائم الأسد.

في حين أبدى معلقون تعاطفهم مع “سريو” بوصفه طبيباً أصر على البقاء داخل البلاد على الرغم من توفر فرص عديدة لشريحة الأطباء للسفر خارج البلا، وأكدوا أن الأزمة الحاصلة هي نتاج المعاناة الشاملة على البلاد والتي ألقت بظلالها على كافة شرائح المجتمع، ويشار إن أن أزمة المحروقات سببت شللاً في القطاع العام والتي كانت آخر مستجداتها توقف المدارس والمعاهد الخاصة إلى إشعار آخر نتيجة عدم توفر المحروقات اللازمة لوسائل نقل الطلاب.

قد يعجبك ايضا