عبد الرحمن بشير – خاص الخبر
بعد حصار خانق مازال مستمراً منذ أكثر من سنة ونصف على الغوطة الشرقية، منعَ خلاله النظام السوري إدخال المحروقات، والتي تُعدُّ من أبرز أساسيات الحياة في المجتمعات المعاصرة.
فلم يعد بمقدور الناس تشغيل مولدات الكهرباء لتعبئة المياه والتي لا يمكن الاستغناء عنها إطلاقاً.
وسعياً منها لتخفيف هذه المعاناة التي تقضّ مضجع الناس في الغوطة الشرقية، لجأت بعض المؤسسات الإغاثية لإيجاد حل لهذه الأزمة عبر تصنيع كباسات يدوية تقوم على سحب الماء من الآبار بطريقة يدوية بسيطة دون الحاجة إلى أي نوع من أنواع الوقود.
حيث يقول “أبو محمد الصيداوي” مدير مؤسسة (سنابل الخير) لـ “الخبر”: “تم تركيب حوالي 50 كباساً منذ بداية شهر شعبان الماضي، ومازال التركيب مستمراً إلى الآن”.
وأضاف: “مؤسسة سنابل الخير هي أول مؤسسة متخصصة باستخراج المياه عن طريق الكباسات، وقد تعاقدت مع (ملتقى أهالي مدينة دوما) على تركيب 100 كباس في الغوطة الشرقية، ويوجد موارد جزئية من مساهمين آخرين.
وقال “أبو محمود” مدير مشروع “شراب طهور” التابع لمؤسسة سنابل الخير”: “تطور تصنيع الكباس لتصبح كل ضغطة تسحب 2.15 ليتر بدلاً من ثلاثة أرباع الليتر، وتطور من ناحية المتانة، وغزارة المياه، وفكرة الساعد، والغاطسة السفلية، وسيكون في المستقبل تخفيض الجهد وزيادة في كمية الماء المسحوب، وإمكانية رفعها للطوابق العلوية.
وأضاف: “نعمل على حفر آبار لتركيب الكباس في المكان الذي لا يحتوي على بئر عام، وتم استحداث ورشة خاصة للصيانة بسبب كثرة الضغط العام عليها، حيث تخرج مجموعات من المؤسسة للكشف اليومي لكل كباس لإصلاح العاطل منها، وإعطاء الإرشادات للناس للاستخدام السليم”.
وختم قائلاً: “استخراج المياه من مسافة 25 متر هو إنتاج ثوري جديد، ومازال قيد التطوير والتحديث”.
وحول ذات الفكرة قال “أبو هشام” أحد مسؤولي مؤسسة “عدالة” في حديث لـ “الخبر”: “إن المؤسسة ركبت حوالي 32 كباساً في الغوطة الشرقية، وهناك 20 كباساً قيد التركيب، وتم تركيب أول كباس في شهر شعبان الماضي”.
وأضاف: “بلغت تكلفة كل كباس حوالي 85 ألف ليرة سورية في مدينة دوما، و12 ألف في مناطق المرج كون المياه ليست عميقة، ونقوم بحفر آبار في المناطق التي لا تحتوي على بئر عام كما في مدن حزة وعربين وزملكا وبيت سوا وحرستا”.
وأفاد القائمون على هذه المشاريع بأن شروط تركيب الكباس في الحي هي موافقة جميع أهالي الحي، وأن يستخدم للصالح العام، والمحافظة عليه.
وناشد القائمون على هذه المشاريع جميع الأهالي بالمحافظة على الكباسات لأنها نعمة وهبها الله إليهم في ظل هذا الحصار الجائر.