قضم الأظافر عند الصغار… أسبابه وحلوله؟

429

أحمد الهيس | شبكة مراسلي ريف دمشق


حوالى 60% من الأطفال و45% من المراهقين يقومون بقضم أظافرهم، فقضم الأظافر من أكثر العادات العصبية شيوعاً، والتى تشمل أيضاً مص الأصابع والعبث بالأنف وتقطيع الشعر…إلخ.
غالباً ما تبدأ مشكلة قضم الأظافر فى الطفولة، وعلى الرغم من أنها تصبح أقل انتشاراً بعد سن الثامنة عشر، إلا أنها ربما تستمر بعد البلوغ.
أسباب قضم الأظافر؟
هناك شبه إجماع بين الاستشاريين النفسيين على أن السبب الأساسى للمشكلة هو القلق، والقلق عند الأطفال ربما يبدو بسيطاً، لكن ينبغى مراعاة أن الطفل مخلوق ضعيف وحسّاس، بالتالى من غير الحكمة أن نخضعه لمقاييسنا نحن البالغين، وتتعدد أسباب القلق التى يمكن أن تكون توتراً في العلاقة بين الطفل وبين والديه أو بين الطفل وأقرانه، وربما انتقال الطفل من مرحلة الرضاعة والتي يكون فيها مرتبطاً بأمه لدرجة كبيرة إلى الاختلاط بالمجتمع الخارجي في محيط الأسرة، أو حدوث تغييرات كثيرة في حياة الطفل في وقت واحد كالذهاب إلى الحضانة أو إصابته بمرض جسماني طويل المدى، أو وصول مولود جديد للأسرة والذى قد يعتبر صدمة شديدة للطفل، المرحلة الفمية المتأخرة عند الطفل «أي بداية السنة الثانية»: عندما تظهر أسنان الطفل فيعض الأم أثناء الرضاعة، فإنها ربما تمنعه من الرضاعة أو تفطمه إذا تكرر العض وسبّب لها ألماً شديداً وصل إلى إيذائها صحياً، ونتيجة لهذا ربما يتسرب إلى الطفل شعور أنه اعتدى على أمه وأنها في المقابل تعاقبه بالحرمان من اللبن، بالتالي يتكون لديه في اللاشعور رغبة مضادة بأن يعتدي على نفسه بالعض عقاباً لنفسه.
متى تحتاج إلى مساعدة متخصصة؟
إذا كان يقوم الطفل بقضم أظافره بشدة بحيث يجرح نفسه، أو إذا كان قضم الأظافر مصحوباً بسلوكيات أخرى مقلقة كقرص نفسه أو شد رموشه أو شعره، أو إذا تغير نمطه فى النوم بشكل ملحوظ… إلخ، أو إذا كان هناك تاريخ شخصي لدى الأم أو لدى الأب لذلك السلوك، أو إذا كان أحد أفراد أسرتيهما مصاباً بالوسواس القهري.
كيف أعالج هذه الظاهرة؟
إذا استُعمل طرقاً مختلفة لإيقافه عن هذا السلوك دون جدوى -قد تشمل هذه الطرق التدخل الإيجابى أحياناً أو التجاهل الظاهري للسلوك أحياناً أخرى-، فعلاج مشكلة قضم الأظافر أولاً وقبل كل شيء يجب أن يكون طفلك مستعداً تماماً للتخلص من هذه العادة، وتدركين منه رغبته في ذلك، إما بطلب مساعدتك بشكل مباشر أو بإظهار رغبته في أن يتخلص منها بعبارات مثل: «أصدقائي يسخرون من شكل أظافري» أو «المدرسة قالت لي أن هذا الفعل سيئ»، فإذا لم يكن مستعداً الآن فلا بأس من الانتظار ولو حتى لشهور.
والآن إليكِ بعض الأفكار والنصائح لتساعدي طفلك على التخلص من هذه العادة السيئة:
١ابحثي عن سبب قلقه وتعاملي معه، فمن المهم أن تنتقلي من موقف الصراع مع طفلك حول هذه العادة إلى موقف الراغبة في الفهم أولاً ثم الحل. ٢قلمى أظافره بانتظام حتى لا يكون هناك ما يقضمه، (اقرئي أيضاً: كيف تقلمي أظافر طفلك).
٣لاحظى متى وأين يقوم بالسلوك، وحاولي تشتيت انتباهه بمشاركته لعبة ما أو التحاور معه لينشغل عن الأمر الذى يقلقه، ولا تلفتي انتباهه للمشكلة، فقد يكون مجرد الكف عن محاولات إثناء الطفل عن سلوك ما دافعاً له لإيقافه، بينما تمثل محاولات منعه بأي شكل إضافة إلى توتره دافعاً للاستمرار فى السلوك المرفوض. ٤ساعديه على تعديل مشاعره تجاه نفسه، واغمريه بالحب والحنان، واحذرى استخدام الحب كأداة في العقاب والثواب، فالحب ثابت لا يتغير وما نرفضه أو نكرهه هو السلوك وليس الطفل.
٥شجعيه على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون قلق، من خلال الرحلات والألعاب، الرسم الذى يعد وسيلة رائعة يعبر بها الطفل عما بداخله، أو أي هواية يحبها لتمتص توتره بدلاً من لجوئه إلى تفريغه عن طريق قضم أظافره. ٦التحدث معه وليس إليه.
٧مشاركته في أنشطته وإشراكه فى أنشطة الأسرة. ٨خصصي وقتاً للّعب معه لأن الطفل يحب اللعب مع أمه، حيث يشعره ذلك باهتمامها، إلى جانب أن العلاج باللعب ركن أساسي في العلاج النفسي للأطفال، لأن اللعب هو الحاجة الغريزية الأولى للطفل بعد تناول الطعام والشراب، حيث يحقق له المتعة ويكون له أبلغ الأثر في علاج القلق والخوف الموجود داخله.
٩أفهميه سوء هذه العادة وأثرها على صحته وتشويه شكل يديه، ووجهيه إلى قبحها بكلمات مشجعة تبث الثقة فى نفسه. ١٠لا تعاقبيه فهو سلوك لا واعٍ.
١١_أي تدخل مباشر منكِ كدهان الأصابع بدواء مر، أو ذي رائحة كريهة سيكون بمثابة عقاب، حتى إن لم يكن هذا قصدك، الأدوية المرة يمكن استخدامها فى مرحلة متقدمة من عمر الطفل عندما يكون فى المرحلة الابتدائية مثلاً، وعندما يريد هو أن يتوقف.

قد يعجبك ايضا