متلازمة “الإنهاك المعلوماتي” مرض يصيب الأطفال بسبب الإنترنت.

380

أحمد الهيس | شبكة مراسلي ريف دمشق
مع كل دقيقة يزداد عدد المستخدمين للإنترنت، وقَدّرت الإحصائيات أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم بلغ قرابة الخمسة مليار شخص حول العالم 30% منهم من الأطفال.
حذّر أخصائيو الصحة النفسية من مخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت على الأطفال، والتي قد تصيبهم ب”متلازمة الإنهاك المعلوماتي”، محذرين من قضاء الأطفال ساعات طويلة في استخدام الإنترنت والتي طالت بسبب انتشار وباء كورونا.
ولفت الخبراء إلى أن متلازمة الإنهاك المعلوماتي تعتبر من المشكلات التي يتعرض لها الطفل بسبب استخدامه المفرط للإنترنت ولوسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة، محذرين من استخدام هذه الأجهزة الحديثة أكثر من ساعة يومياً، كون هذه الأجهزة تشكّل الصور الذهنية بطريقة آلية بغض النظر عن رغبة الطفل.
كما أشاروا إلى أن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة يصيب الطفل بخمول جسدي واضح، وضعف شديد في التركيز خاصة عند الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، وذلك بسبب المشاهدات السريعة للصور التي ترافق الألعاب في هذه الأجهزة، مما يؤدي إلى تخزينها في العقل الواعي أو اللا واعي عند الطفل، ويستمر عقله في استرجاعها حتى بعدما يتوقف عن اللعب، ويتسبب ذلك في تشتته الفكري وضعف تركيزه وبإصابته بالإنهاك المعلوماتي ويضعف ملكة الخيال والتخيل لديه.
وأكد المختصون أن الطفل يحتاج في سنوات عمره الأولى إلى القراءة والغناء والسماع إلى قصص ما قبل النوم التي من شأنها أن تساعده على تطوير قدراته المعرفية، وخاصة ملَكة التخيل، موضّحين أن أي إهمال في التواصل بين الوالدين والطفل أو تعطيل لتلك الملكة قد يؤخر تطوره.
وأكدت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين لديهم ملَكة التخيل هم الأكثر إبداعاً وتفوقاً وفهماً، حيث يدفعهم خيالهم إلى استكشاف ما حولهم دائماً، ويجعلهم أكثر حيوية ونشاطاً، لأن ملكة الخيال تدفع الأطفال إلى الفضول والاستكشاف، على عكس الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات التلفاز أو الألعاب الإلكترونية.
وشدّدت الدراسات على خطورة الهواتف الذكية ومتابعة الوسائط المتعددة على تركيز الأطفال، ولفتت إلى أنهم ولدوا في عالم يحفزهم باستمرار على النقر على الشاشة والمتابعة المحمومة، ويقول “جيم تايلور” مؤلف كتاب “تنشئة جيل التكنولوجيا” إن هناك “كماً متنامياً من الأدلة الواضحة حتى وإن لم تُثبت تماماً واختلفت حولها الآراء على أن التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي والوصول الفوري إلى الإنترنت والهواتف الذكية تضر بقدرة الأطفال على التركيز، إننا نحدث تغييراً جذرياً على الطريقة التي يفكر بها الأطفال وطريقة نمو مخهم”.

قد يعجبك ايضا