تصدير الحريات وتكديس الفساد… الغرب والنفاق الإنساني

267

مصعب تلاوي | شبكة مراسلي ريف دمشق

في 13 من الشهر الجاري وعلى متن قطار في مدينة بيلادلفيا شرقي الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت امرأة للاغتصاب أمام أنظار الركاب من قبل شاب يبلغ من العمر 35 يدعى فيستون نفوي وله سوابق بالاغتصاب والجرائم ذات الصلة.
وقالت النتائج الأولية للتحقيق: إن أحداً من الركاب لم يتدخل لإنقاذ المرأة‘ كما وصف تيموثي بيرنهارت المحقق في الجريمة الأمر بــ “المزعج” معتبراً أن صمتهم يعبر “ما وصلنا إليه داخل المجتمع”.
تأتي هذه الجريمة ضمن 321.500 جريمة تقع سنوياً في أمريكا بحسب الشبكة الوطنية لمكافحة الاغتصاب‘ وبذلك يقع حسب الشبكة اعتداء جنسي كل 98 ثانية في المتوسط‘ وبحسب وزارة العدل الأمريكية فإن الولايات المتحدة تحتل المراتب الأولى عالمياً في نسب الاغتصاب. كما أن 98% من المغتصبين لا ينالون عقابهم.
كل هذه الجرائم تأتي من بلاد يعومها النظام العالمي على أنها بلاد الحريات والمصدّر الأول لحقوق المرأة.
ولو حصلت هذه الجريمة في بلادنا العربية لتسابق الإعلام الغربي على تصوير بلادنا على أنها بؤرة للتخلف والرجعية والاضطهاد. وكم ستصرخ المنظمات والهيئات والجمعيات منددة بما حصل.
إنني ومن خلال هذه المادة لا أبرر تعرض المرأة لأي شكل من أشكال العنف, ولكنني أنتقد تسويق الإعلام الغربي للحوادث في المنطقة العربية بشكل مضلل.
وفي سياق الحريات: “قساوسة فرنسيون يعتدون جنسياً على 216 ألف طفل منذ عام 1950”الغرب والنفاق الإنساني
هذا في فرنسا!! والتي ارتبط اسمها اليوم في كثير من الأذهان على أنها بلد الحريات. وفي بلاد الحريات أيضاً: يسمحون بعودة مجرم حرب قتل أكثر من 380 ألف إنسان مدني في مجزرة حماة المشهورة‘ علماً أن محكمة استئناف فرنسية ثبتت حكم المحكمة الإصلاحية التي قضت بالسجن لــ 4 سنوات بحق رفعت الأسد في قضية أصول جمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بــ 90 مليون يورو.
أمثلة متفرقة عن الحريات المزعومة في العالم الغربي‘ وقد تبدو هذه الحوادث منفصلة في الزمان والمكان ولا تعبر إلا عن قلة قليلة من البشر‘ لكن الميزان الغربي الذي يختلف في تقييم هذه القضايا من بلد إلى بلد ومن دولة لأخرى هو محط اهتمامنا‘
فالسياسة التي سمحت لرفعت الأسد بالعودة ليست سياسة حريات‘ والمجتمع الذي لم يفعل شيء إزاء امرأة تغتصب أمام ناظريه ليس بمجتمع حريات.

قد يعجبك ايضا